أرشيف

ظنون رجل تدفعه لقتل زوجة شقيقه وشابين آخرين

عندما يبحر المرء على زورق ورقي في بحر أمواجه من الطمع ، وعندما يفرد شراع زورقه لرياح تهب بأحقاد الظنون ، عندها فقط يكون المرسى على رصيف قانون الجريمة وتنتهي المعادلة بسفك دم أقرب الناس إليه .

صباح يوم الجريمة

غادر(ع . هـ)منزله بإحدى قرى محافظة صنعاء..كان اليوم جمعة، والصباح لا يزال يلهو ويمرح مع الأطفال في ساحة القرية.

  في الطريق يسير(ع. هـ)  متجهاً نحو دار شقيقه "حسن" ظنونه وهواجسه كانت تقتص أثر خطواته أو ربما ترافقه في مشيه تسير معه كظله حتى وصل الأمر بها أن تفكر عنه وتطرح الكثير من الأسئلة أمامه .. فهل شقيقه هو العقل المدبر أم أن الأمور جاءت هكذا؟ وهل ينتظر إلى أن يخسر كل شيء ويصبح مرمى للسخريات .. ظلت تلك الظنون التي قدم بها (ع . هـ) من داره تتنقل به بين الحيرة والخروج عن نطاق التفكير إلى أن أقحمته في التفكير بقتل شقيقه ولم يتوقف الأمر عند التفكير فحسب بل سعى نحو التنفيذ..

 تضحية تستحق التقدير ..

اقترب (ع . هـ) من منزل شقيقه حاملا بندقيته التي كانت أشبه بذئب مسعور، ظل يترقب أن تسنح له الفرصة فينقض على فريسته ومن عينيه يتطاير الشر الواضح لكل من يرى تقاسيم وجهه.. وعندما دخل إلى المنزل كانت زوجة شقيقه "حسن" موجودة ساعتها .. زوجة شقيقه أدركت ما يجول في خاطره وما ينوي على فعله، وعلى الفور ارتمت أمام بندقية(ع . هـ) معترضة طريق الأعيرة النارية التي كانت قد غادرت فوهتها مصوبة نحو شقيقه "حسن"، وقبل أن تهوي الزوجة على الأرض تلفظ أنفاسها الأخيرة تمكنت من حرف فوهة البندقية التي كانت الأعيرة النارية ما تزال تنطلق منها لتتحول نحو شابين كانا في غرفة استقبال الضيوف وقت وقوع الحادث وما أن اخترق البعض منها رئتيهما حتى حلقت بهما على أول رحلة إلى العالم الآخر .

شروط تدرأ حكم الإعدام

أقدم)ع . هـ( على قتل زوجة شقيقه وشابين في عمر الزهور لعلهما لم يكونا مقصودين.. إن ظنونه التي كانت وراء وقوع الجريمة هي من قادته للتفكير بقتل شقيقه ليس لسبب يذكر، وإنما ظناً منه أن شقيقه حسن استمال قلب والدتهم إلى صفه وتمكن من الحصول منها على تفويض بالتصرف في جميع الأموال والمزارع المملوكة لهم، ذلك للاستحواذ على نصيبه وحرمانه من تركة والده .. أحقاده دفعت به لقتل أقرب الناس إليه، وفيما تنازل أولياء دم الشابين وكذلك أسرة القتيلة التي هي في الأصل ابنة عم الجاني عن حقهم الشخصي اشترط أبناء القتيلة أن يتنازل عمهم عن أملاكه ويهاجر من القرية مدى الحياة مقابل تنازلهم عن القضية، وهذا ما رفضه العم، وما تزال مساعي القبيلة مبذولة لوضع حل قبلي للقضية بعيداً عن الشرطة والمحاكم، وهذا هو الحال الذي يؤول إليه مصير أغلب خلافات التركة في بلاد تعتبر السلاح شيئا من ضروريات الحياة ..!!

زر الذهاب إلى الأعلى